نهر الزرقاء
نهر الزرقاء هو ثاني أكبر رافد لنهر الأردن السفلي، بعد نهر اليرموك. وهو ثالث أكبر نهر في المنطقة من حيث التصريف السنوي وتغطيته لأكثر المناطق كثافة سكانية شرق نهر الأردن. ينبع الزرقاء من ينابيع قرب عمان، ويجري عبر وادٍ عميق وواسع في الأردن، على ارتفاع 1,090 متراً عن سطح البحر. وفي ينابيعه يقع عين غزال، موقع أثري رئيسي يعود تاريخه إلى العصر الحجري الحديث. العثور على آثار أثرية على طول مجراه يشير إلى أن المنطقة كانت غنية بالنباتات والحيوانات في الماضي. يعاني النهر من التلوث الشديد، وإعادة تأهيله هي أحد أولويات وزارة البيئة الأردنية. جيولوجياً، يبلغ عمر نهر الزرقاء حوالي 30 مليون سنة. وهو معروف بترسباته من العنبر التي تعود إلى العصر الكريتاسي المبكر قبل 135 مليون سنة. وتم الإبلاغ عن نباتات وحيوانات مميزة من هذا العنبر تعكس الظروف البيئية الاستوائية القديمة التي سادت أثناء ترسب الراتنج. يتميز نهر الزرقاء بكونه يتطابق مع نهر جابوك الكتابي. عبر يعقوب الكتاب المقدس الجابوك في طريقه إلى كنعان، بعد مغادرته حاران. يتجه النهر غرباً إلى وادي السكوت، حيث يعبر المرء الأردن ويصل بسهولة إلى شكيم، كما فعل يعقوب في النهاية. وتقع المدن الكتابية زريتان وأدم أيضاً عند فم الوادي. يُذكر النهر في الكتاب المقدس لأول مرة في سفر التكوين فيما يتعلق بلقاء يعقوب وعيسو، ومع صراع يعقوب مع الملاك. كان النهر حدوداً تفصل بين أرض رأوبين وغاد من أرض عمون، وتوصف الأخيرة بأنها تمتد على طول الجابوك. يوصف أرض سيحون بالممتدة "من عرنون إلى الجابوك" (العدد 21: 24)، وتم استعادتها لاحقًا من قبل ملك عمون. يضع أوسابيوس النهر بين جرش وفيلادلفيا.